شهد متحف شرم الشيخ مساء أمس تنظيم معرض فني مميز بعنوان "عدسة أرض الفيروز التراثية"، وذلك لعرض نتاج الأنشطة والفعاليات التي أُقيمت طوال شهر رمضان داخل خيمة "المجلس" التراثية ضمن سلسلة الأمسيات الرمضانية التي استضافها المتحف.
ويهدف المعرض إلى تسليط الضوء على تنوّع التراث المصري، من فنون وحرف تقليدية، إلى عادات وممارسات مجتمعية أصيلة، في إطار الحفاظ على الهوية الثقافية وتعزيز الانتماء الوطني.
وأشارت إدارة متحف شرم الشيخ إلى أن توقيت المعرض جاء بالتزامن مع احتفالات يوم التراث العالمي، ما يمنحه بعدًا ثقافيًا إضافيًا ويعكس أهمية الحفاظ على الموروثات باعتبارها جسرًا حيويًا يصل بين الماضي والحاضر.
كما أكدت الإدارة أن الفعاليات الثقافية التي يتبناها المتحف تساهم في بناء الوعي المجتمعي، وتعمل على توثيق الهوية من خلال الفن والأنشطة الإبداعية.
ويعد متحف شرم الشيخ أول متحف للآثار المصرية في محافظة جنوب سيناء، وتبلغ مساحته نحو 191 ألف متر مربع، ويتضمن ثلاث قاعات عرض متحفي إلى جانب منطقة ترفيهية تحتوي على مطاعم وكافيهات.
ويعتمد سيناريو العرض المتحفي على فكرة "حب الحياة على أرض مصر"، من خلال إبراز علاقة المصري القديم بالحياة والبيئة والطبيعة المحيطة.
ومن بين القطع الأثرية المتميزة في المتحف، قطعة من الموزاييك من الإسكندرية تعود للقرن الرابع قبل الميلاد، تُظهر الإله إيروس وهو يصطاد الغزلان، بالإضافة إلى تمثال للمعبودة حتحور، ومجموعة تماثيل تمثل أبو الهول، ومومياوات لحيوانات مقدسة مثل القطط والجعارين، فضلًا عن عدد من اللوحات التي تمثل الأسرة المصرية عبر مختلف العصور.
ويُعد المعرض بمثابة رسالة فنية وثقافية تسهم في توثيق عناصر التراث المصري، وتدعو إلى تأمل العلاقة بين الإنسان وتاريخه، وضرورة الحفاظ على ما يميز الشخصية المصرية في وجه التطورات المعاصرة.